تطور الهاتف المحمول عبر العصور و أثره على حياتنا اليومية

الهاتف الجوال أو النقال أوالمحمول أو الخلوي   

اخترع أول جوال في التاريخ سنة 1947م على يد الباحث الأمريكي مارتن كوبر، الذي حصل بعد ذلك على شهادة البكالوريوس في الهندسة الكهربائية من معهد إلينوي للتكنولوجيا سنة 1950، ثم حصل لاحقا على درجة الماجستير من نفس المعهد سنة 1957. ومنحت له براءة اختراع عن اختراعه نظام الهاتف الخلوي أو اللاسلكي، فكان  أول مخترع للهاتف المحمول أو الجوال . ولقد انظم مارتن كوبرللعمل في شركة موتورولا سنة 1954 ، فقدم لها خدمات عديدة كانت سببا في تطويرعدة مجالات. والتي أنتجت سنة 1973 أول هاتف محمول ، إلا أنها لم تطلقه في الأسواق العالمية إلا بعد مرور عشر سنوات. وأطلقت عليه  اسم موتورولا دينا تاك الذي انتشربسرعة كبيرة في الأسواق وحقق شهرة عالمية ، بالرغم من السعرالمرتفع والذي قدر بنحو 4000  دولار في ذلك الوقت. وكان إجراء أول مكالمة صوتية من الهاتف النقال سنة 1973م.

     توالى إنتاج الجوال عبر السنين وبرزت شركات أخرى كشركة نوكيا وسامسونج وتطور الهاتف المحمول ولم يعد وسيلة اتصال وتبادل الحديث مع الآخرين فقط بل أصبح جهازا لتسجيل المواعيد، واستقبال البريد النصي والصوتي، والتصوير وتصفح الشبكة العنكبوتية ، وتبادل الصور و الملفات و المقاطع ، وتحميل الكثيرمن التطبيقات و الألعاب المسلية وتغطية البث المباشر للإداعات ، وعدة مزايا.  بل توفر الإصدارات الحديثة إمكانية الإتصال المباشربامتداد (فيديو)عبرالكاميرات الدقيقة ، والعديد من المهمات التي أسندت إلى الجوال و التي ساهمت بشكل كبيرفي توفيرالكثيرمن الوقت والجهد . وأكثرمن هذا كله ، بعض الشركات تعمقت في تطويرالهاتف النقال  بشكل كبير لدرجة أنها قامت بإنتاج  جوالات على شكل ساعة يدوية توفر كافة الإمكانيات  السالفة الذكر في الهواتف المحمولة الذكية المعهودة ، على الرغم من حجمها الصغير جدا . إنه التطور الرهيب

مبدأ عمل الهاتف الجوال

 مثل جميع الأجهزة الإلكترونية فإن للهاتف النقال مبدأ عمل . و يقوم مبدأ عمله على دائرة إرسال واستقبال من خلال إشارات ذبذبة ترسل عن طريق محطات إرسال أرضية ومحطات أخرى فضائية ، و التي تكون على شكل رسم تخطيطي للقلب بشكل تصاعدي تنازلي ، وهذه الذبذبات قوية جدا بحيث يصل مداها إلى 20 ميغاهيرتز في الثانية الواحدة عند الإرسال والاستقبال . و هي تتصل لا سلكيا عن طريق شبكة من الأبراج تسمى أبراج البث ، والتي يتم توزيعها على مساحات واسعة وتسمى مساحات التغطية ، و يتم  الترابط في ما بينها من خلال خطوط ثابتة ، أو أقمار صناعية .
توجد داخل الهاتف النقال دائرة متكاملة تتم عملية الاتصال من خلالها وهو مزود بوحدة معالجة متكاملة تماما كالتي في الحاسوب ، إلا أنها في الجوالات الحديثة أصبحت متناهية في الصغرو في نفس الوقت تقوم بعمل جبار كالذي يقوم به الحاسوب تقريبا  فهي تعمل على جمع و تخزين بيانات المستخدم ثم تقوم بمعالجتها و أخيرا تقوم بإرسالها إلى الجهاز المستقبل و شاشة العرض في آن واحد . كما يتيح الهاتف المحمول إمكانية إدراج  بطاقة صغيرة الحجم تتوفر هي الأخرى على وحدة تخزين دقيقة جدا تعرف ببطاقة سيم أو سيم كارد و كل بطاقة سيم تتوفرعلى رقم خاص بها مختلف عن أرقام نظيراتها ويكون بمثابة عنوان الهاتف المحمول الذي أدرجت فيه هذه البطاقة ، و عملية الإتصال تكون عبرهذه الأرقام من هاتف لآخر. وهناك العديد من الهواتف النقالة الحديثة التي تتوفر على إمكانية إدراج أكثر من بطاقة سيم .

هل للهاتف المحمول سلبيات ؟

 لقد أجريت عدة دراسات عن الجوال أكدت  أن التعرض بشكل مستمر لذبذبات الإرسال الصادرة منه قد يضر بصحة الإنسان أحيانا ، خاصة عند الأشخاص الذين يضعون جهازهم المحمول قريبا من القلب ، فهذا قد يؤدى إلى حدوث اضطرابات في الأجهزة المسؤولة عن تنظيم ضربات القلب . وأثبتت الدراسات كذلك أنه بالرغم من العلم بهذه الحقيقة المرة ، إلا أن العديد من الأفراد لا يستطيعون التخلي عن الهاتف المحمول و لو لوهلة ، و أصبح الجوال يسيطر على الحظ الكبير من أوقاتهم ، بل يجعل البعض منهم غائبا عن الواقع و منغمسا في العالم الإفتراضي ، منشغلا بذلك عن العديد من واجبات الحياة ، بل حتى عن أفراد عائلته .

الهاتف المحمول و الحظرعلى متن الطائرة  !

يقوم طاقم  الطائرة عادة بمنع  الركاب من استعمال الهاتف المحمول وغيره من الأجهزة الإلكترونية بدعوى أنها تؤدي إلى التشويش على الأنظمة والأجهزة الإلكترونية الحساسة على متن الطائرة ، وربما تهديد سلامة سيررحلة الطيران. وقد أكدت دراسة أصدرت في 31 تشرين الأول سنة   2013 ، أنه مع بعض القيود يمكن للخطوط الجوية أن تسمح للركاب باستخدام الأجهزة  الإلكترونية المحمولة الخاصة بهم أثناء رحلة الطيران.